استطاع طالب أمريكي بفكرته العبقرية استقطاب أنظار حوالي 26 ألفاً من المدعوين والمشاركين بمؤتمر "القمة العالمية لطاقة المستقبل 2012" الذي انطلقت فعالياتها بمركز أبوظبي الوطني للمعارض في الفترة بين 16 حتى 19 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
فقد دعا منظمو القمة الطالب Aidan Dwyer البالغ من العمر 14 عاما لمشاركته بالمؤتمر وشرح نظريته بالتفصيل، والمتمثلة في طريقة جديدة للاستفادة القصوى من الطاقة المتجددة أو بالأحرى أشعة الشمس، وهي عبارة عن جهاز على شكل شجرة وأغصان هذه الشجرة عبارة عن ألواح ضوئية لامتصاص أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس وبطريقة أكثر فعالية من الأنظمة الشمسية التقليدية المستخدمة حاليا.
وقد استلهم فكرته عندما كان يتجول بين غابات منطقة Catskill Mountains بولاية نيويورك الأمريكية، ولاحظ أن أغصان أشجار هذه الغابة في فصل الشتاء البارد لا تنمو بشكل عشوائي، بل تتبع تسلسل مرتب، وأن الفروع المتشابكة اللولبية غير قادرة على النمو وفي حاجة إلى امتصاص قدر كافي من أشعة الشمس لقيامها بعملية التمثيل الضوئي، وعندما بحث في نظريات عالم الرياضيات فيبوناشي-Fibonacci استطاع بمساعدة تطبيق نظرية هذا العالم لحساب النسب والأطوال أن يُصمم شجرة لولبية الشكل، وكانت النتيجة أن هذه الشجرة الشمسية مصممة بشكل تجعلها قادرة على امتصاص ضوء الشمس أكثر من الألواح الشمسية المسطحة بمقدار 20 في المائة، وفي فصل الشتاء بمقدار 50 في المائة.
فيما يرى جان كلايسل أستاذ الهندسة البيئية بجامعة "كاليفورنيا" بسان دييجو، أن تجربة "أيدان" بالرغم من تأييده لها، تنقصها بعض الأمور كي تصبح أكثر فعالية. ولكن هذا لا يعنى أن تجربته غير مفيدة، بل على العكس، هي مفيدة جدا أثناء الصباح الباكر بفضل وضعها، لكن باقي اليوم فالطريقة التقليدية أكثر فاعلية من تجربة أيدان لمواجهتها لأشعة الشمس بشكل مباشر.
وقد افتتح "أيدان" المؤتمر بكلمة قائلا: "ربما فكرتم أنتم الكبار، ماذا بمقدورنا نحن الصغار أن نقدم لخدمة البشرية، لكن ما لدينا هو أفكار قد تنير الطريق أمامنا".
وحاز أيدان بهذه براءة الاختراع على عدة جوائز مقدمة من مؤسسات مرموقة بالولايات المتحدة مثل American Museum of Natural History بالإضافة إلى دعم عدد من رجال الأعمال الذين يتطلعون للتعاون معه. فضلا عن أن بعض المهتمين بمجال التقنيات الحديثة وصفوه بأنه "ستيف جوبز القادم".